قصة سيدنا آدم عليه السلام



قصة سيدنا آدم عليه السلام 

قصة سيدنا آدم عليه السلام
عادَ حمزةُ من المدرسةِ، فسلَّم على جدّه ووالديه، .ثمّ جلسَ جانبًا على غير عادته.

بدا حمزةُ شاردَ الذِّهن مُكدَّر البالِ، فقال له جدُّه: ما بكَ يا حمزة، هل أنت مريضٌ؟

حمزةُ: لستُ مريضًا يا جدّي، ولكنني لم أُوَفَّق. في حلّ أسئلةِ مسابقة اليوم؟

الجدّ: وما هي الأسئلةُ التي لم تُوَفّق. في الإجابةِ عنها؟

حمزةُ: إنّها .أسئلةٌ تدورُ حولَ الأنبياء.
.
الجدّ: لا تقلقْ. يا حمزةُ، سأحدّثكَ كلَّ يومٍ عن قصّة نبيّ.

سعدَ حمزةُ وقال: حقًّا يا جدّي؟ أنت أروع جدّ في. الدّنيا، وعن أي نبيّ ستحدّثني اليوم؟

الجدّ: سنبدأ بقصّة آدم أبي البشر - عليه السلام.
... بعد تناول ِالغداء.، غسل حمزةُ يديه ونظَّفَ أسنانه، وجلس بجانبِ جدّه.

قال الجدُّ: آدمُ عليه ا.لسلام أولُ الأنبياء، خلقه الله من طين وأمر الملائكة أن يسجدوا له تكريمًا، فسجدَ الملائكة إلا إبليس الذي استكبرَ، ورفضَ أن يسجدَ لآدم. فأخرجه الله من الجنّة وجعله منَ الملعونينَ جزاءَ عصيانه أمر الله.
قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].

حمزة: وفي أيّ. يوم خلق الله آدم يا جدي؟
.
الجدّ: خلق الله آدم يوم الجمعة، وأدخله الجنّة يوم الجمعة، وأخْرَجَه منها يوم الجمعة أيضًا.

حمزةُ: إذًا يوم الجمعة يومٌ مفضّل يا جدّي.

الجدُّ: أجلْ يا بنيّ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: ((خيرُ يومٍ طَلَعَتْ عليه الشمسُ يومُ الجمعة: فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُدخلَ الجنَّة، وفيه أُخرجَ منها))؛ صحيح مسلم.

قال حمزةُ: ولمَ أَخْرَجَ الله آدمَ من الجنَّة؟

قال الجدُّ: أمرَ الله آدمَ وزوجته حوّاء ألاَّ يأكلا من إحدى أشجار الجنّة، ولكنّ الشيطان وسوس لهما، وزيَّن لهما الأكلَ منها، فأكلا منها... عند ذلك أخرجهما الله منها، وأنزلهما إلى الأرض.

حمزةُ: وهل نزلَ آدم وحواء في مكانٍ واحد؟

الجدُّ: لا يا بنيّ، نزلَ كلُّ واحدٍ منهما في مكانٍ بعيدٍ عن مكانِ الآخر، ولكنّهما - بعد مدّة - الْتَقَيا وعاشا معًا.

حمزةُ: وهل رُزقا بأولاد؟

الجدّ: نعم يا بنيّ، رزقهما الله بأولادٍ وبنين.

حمزةُ: قال المعلم: إنَّ حواء كانت تُنجبُ في كلّ ولادةٍ توأمين، وكان آدم يزوِّج ذكرَ كلّ توأم بأُنثى التوأم الآخر.

الجدُّ: هذا صحيحٌ يا بنيّ، فقد أمر آدمُ قابيلَ أن يزوّج أخته لهابيلَ فرفضَ قابيل ذلك، وأرادَ أن يتزوّجها هو لأنَّها جميلة، فرفضَ آدم ذلك، ولكنّ قابيل ظلَّ مُصرًّا على رأيه.
.
حمزةُ: وماذا كانت النتيجة يا جدّي؟

الجدُّ: قتلََ قابيلُ أخاه هابيل؛ فوقع عليه بذلك غضب الله وسُخطه.

حمزةُ: هدى الله قابيل... ليته لمَ يقتل أخاه هابيل؟!

الجدّ: المسلمُ يحبّ السلام ولا يريدُ القتلَ لأحدٍ؛ ولكنّ الله سبحانه وتعالى يروي لنا هذه القصص لنعتبر منها ونتَّعظ.

حمزةُ: أنا لا أحبُّ القتل يا جدّي، ولكنَّني أحب السلام، وذات مرّة يا جدّي رأيت نملةً تتعثّر في حملِ حبّة قمح إلى جُحرها فحملتُ عنها حبّة القمح، فسُرّت النملة كثيرًا، وشعرت عند ذاك بسعادة غامرة.

الجدّ: هذه أخلاق الإسلام يا بنيّ. حقًّا أنا فخورٌ بكَ.

حمزةُ: هل انتهت قصّة آدم يا جدّي؟

ا.لجدّ: بقي أن أذكرَ لك أنّ آدم عليه السلام ذُكر في القرآن الكريم خمسًا وعشرين مرّةً في خمسٍ وعشرين آية.

حمزة: وما واجبنا تجاه الأنبياء والرسل يا جدّي؟

الجدّ: أن نؤمن بِهم جميعًا ونصدِّقهم ونحبّهم، لأنّ الإيمان بالرسل ركنٌ من أركان الإيمان الستّة.

حمزة: شكرًا لك يا جدّي، ولكن قل لي: عن أيّ نبيّ ستحدّثني في الغد.

الجدّ:. دعها مفاجأةً جميلةً.


.